ثالثا : في قوله تعالى:
" وَغِيضَ المَاءُ وَقُضِيَ الأَمْرُ " (هود:44) .
في اللغة العربية (غاض) الماء أي : قل ونضب , و(انغاض) الماء مثله , و " وَغِيضَ المَاءُ " أي: فعل به ذلك بمعني ( غاضه) أو ( أغاضه) الله تعالى و (الغيضة) هي الأجمة بمعنى مفيض ماء يجتمع فينبت فيه الشجر , والجمع( غياض) و (أغياض) . وفي هذا النص القرآني إشارة واضحة إلي انحسار الماء عن اليابسة بابتلاع الأرض لجزء منه ولفيض الباقي إلي البحار والمحيطات وإلي غيرها من منخفضات الأرض , بينما يذكركتاب=( سفر التكوين) ما نصه :" وأجاز الله ريحا علي الأرض فهدأت المياه ..." ولست أدري ما علاقة الريح بانحسار الماء عن الأرض!!!!. وهنا يثار سؤال هام وهو : هل عم طوفان نوح جميع الكرة الأرضية , أم كان محدودا بالمنطقة التي سكنها قوم نوح؟؟. وهذه المنطقة يجمع الأثريون والمؤرخون على كونها المنطقة الممتدة من جبال جنوب تركيا إلى ما بين نهري دجلة والفرات والسهول المنبسطة من حولهما . وهذا السؤال لم يحسم بعد وإن كان اليهود يؤمنون بعالمية الطوفان (أي أنه عم الكرة الأرضية ) (سفر التكوين:7:18 24) , والمنطق ينادي بمحدوديته بأرض قوم نوح حيث كان استقرار جميع بني آدم , ثم تفرق أبناء الناجين من الطوفان بعد ذلك إلي مختلف مناطق الأرض . وطوفان نوح من معجزات هذا النبي, والأصل في المعجزات أنها لا تعلل لأنها خوارق للسنن , والذي يخرق السنن لا تستطيع السنن تفسيره . ومن هنا كان التوقف عند حدود ما جاء في كتاب الله تعالى واجبا علي المؤمنين من العباد, دون الخوض في التفاصيل التي لا طائل من ورائها, وذلك من مثل ما جاء في كتاب سفر التكوين (الإصحاح السادس إلى التاسع) وفي السابع من هذا السفر جاء ما قراءته :( وكان الطوفان أربعين يوما علي الأرض , وتكاثرت المياه ورفعت الفلك فارتفع عن الأرض. وتعاظمت المياه وتكاثرت جدا علي الأرض. فكان الفلك يسير على وجه المياه, وتعاظمت المياه كثيرا جدا على الأرض . فتغطت جميع الجبال الشامخة التي تحت كل السماء . خمس عشرة ذراعا في الارتفاع تعاظمت المياه ، فتغطت الجبال ...) .وأنا أعجب كيف أمكن لخمس عشرة ذراعا من الماء أن تغطي جميع الجبال الشامخة!!؟ أما ما جاء في النص القرآني الذي نحن بصدده فيوحي بابتلاع الأرض لجزء من مياه الطوفان , وتسرب الباقي إلى منخفضات الأرض بعد أن حقق الطوفان الغاية منه وهي القضاء على كفار ومشركي قوم نوح ولذلك قال تعالي : " وَقُضِيَ الأَمْرُ " (هود:44) .
............................يتبع ان شاء الله في الحلقة القادمة _انتظرونا _.......................
" وَغِيضَ المَاءُ وَقُضِيَ الأَمْرُ " (هود:44) .
في اللغة العربية (غاض) الماء أي : قل ونضب , و(انغاض) الماء مثله , و " وَغِيضَ المَاءُ " أي: فعل به ذلك بمعني ( غاضه) أو ( أغاضه) الله تعالى و (الغيضة) هي الأجمة بمعنى مفيض ماء يجتمع فينبت فيه الشجر , والجمع( غياض) و (أغياض) . وفي هذا النص القرآني إشارة واضحة إلي انحسار الماء عن اليابسة بابتلاع الأرض لجزء منه ولفيض الباقي إلي البحار والمحيطات وإلي غيرها من منخفضات الأرض , بينما يذكركتاب=( سفر التكوين) ما نصه :" وأجاز الله ريحا علي الأرض فهدأت المياه ..." ولست أدري ما علاقة الريح بانحسار الماء عن الأرض!!!!. وهنا يثار سؤال هام وهو : هل عم طوفان نوح جميع الكرة الأرضية , أم كان محدودا بالمنطقة التي سكنها قوم نوح؟؟. وهذه المنطقة يجمع الأثريون والمؤرخون على كونها المنطقة الممتدة من جبال جنوب تركيا إلى ما بين نهري دجلة والفرات والسهول المنبسطة من حولهما . وهذا السؤال لم يحسم بعد وإن كان اليهود يؤمنون بعالمية الطوفان (أي أنه عم الكرة الأرضية ) (سفر التكوين:7:18 24) , والمنطق ينادي بمحدوديته بأرض قوم نوح حيث كان استقرار جميع بني آدم , ثم تفرق أبناء الناجين من الطوفان بعد ذلك إلي مختلف مناطق الأرض . وطوفان نوح من معجزات هذا النبي, والأصل في المعجزات أنها لا تعلل لأنها خوارق للسنن , والذي يخرق السنن لا تستطيع السنن تفسيره . ومن هنا كان التوقف عند حدود ما جاء في كتاب الله تعالى واجبا علي المؤمنين من العباد, دون الخوض في التفاصيل التي لا طائل من ورائها, وذلك من مثل ما جاء في كتاب سفر التكوين (الإصحاح السادس إلى التاسع) وفي السابع من هذا السفر جاء ما قراءته :( وكان الطوفان أربعين يوما علي الأرض , وتكاثرت المياه ورفعت الفلك فارتفع عن الأرض. وتعاظمت المياه وتكاثرت جدا علي الأرض. فكان الفلك يسير على وجه المياه, وتعاظمت المياه كثيرا جدا على الأرض . فتغطت جميع الجبال الشامخة التي تحت كل السماء . خمس عشرة ذراعا في الارتفاع تعاظمت المياه ، فتغطت الجبال ...) .وأنا أعجب كيف أمكن لخمس عشرة ذراعا من الماء أن تغطي جميع الجبال الشامخة!!؟ أما ما جاء في النص القرآني الذي نحن بصدده فيوحي بابتلاع الأرض لجزء من مياه الطوفان , وتسرب الباقي إلى منخفضات الأرض بعد أن حقق الطوفان الغاية منه وهي القضاء على كفار ومشركي قوم نوح ولذلك قال تعالي : " وَقُضِيَ الأَمْرُ " (هود:44) .
............................يتبع ان شاء الله في الحلقة القادمة _انتظرونا _.......................