لا تحزن على الأرض الفقيرة القاحلة ، لقد أكل الملح خصوبتها ، أحصل على طعامك من السمك أو ليأكلك السمك إن شاء ، أنت القريب من البحر، سافر، غامر وأركب الأمواج القاتلة ، لتعيش يجب عليك أن تسيطر على الإرادة التي تمنحك مكانا في المدينة المزدحمة ، لا تندهش حينئذ دهشة شديدة حينما ترى المدن الكثيرة و ازدحام الطرقات الكبيرة و الملتوية كثعبان الأمازون القاتل . أحتفظ حينها لنفسك باحتفالك الديني الخاص .
إنك تملك المعدن الغني ، نادرا ما يجدون مثيلا له ، جرّب جميع أنواع المزج مع المعادن المختلفة المتعددة ، كن بارعا حتى تستطيع رسم ما تشاء فالمعادن المختلفة الألوان تزيد الرسم بريقا ، إن الإنسان ليعجب كيف لا يصل ذلك المعدن إلى أيدي الأمراء و الملوك، هم يعيشون في الأرض نفسها التي ينتج صناعها الأدوات الفاخرة للفنانين، لأجلهم فقط يصنعونها.
إن الزخارف على معدنك زاهية اللون إلى درجة لم يستطع الذوق تقبلها، أعثر على مدينة مزدحمة، هناك طوّر أسلوبك أصنع فوانيسك المزججة الطلاء. أبدع فحسب، أمتهن بمهارة الجمال، أنبغ و أحفر، كن نجارا وابني سفينتك لتمخر العباب، علـّق منشارك الكبير راية و شراع.
إن لم تجد ما تأكل فأقصد البحر إنه بحاجة إليك كما أنت بحاجة إليه، فالذنوب المقترفة ضدك تعامل بكثير من الرأفة و الرحمة؛ يوم فكرت أن تدنو من البحر وتقترب منك طيوره.
إنك تستطيع التحرك حركة مستمرة، أنت حر، لا تحتاج الشفقة و لا العطف، تأبط الفرار حتى لا يدركوك، طِر بأجنحة النهار، غامر و أقترب من الشمس أكثر ولا تغتر ببهاء الشمس. اعتز بنفسك في حدود الانجاز والانتماء فالتهلكة عشيقة الغرور .لا تعمل على نسخ المحاولة، أحتفظ باتزانك و تجانسك فالميزة رفيق ترجمان.أحبب الحياة ،لا ترسم الآلهة المخيفة في مخيلة الآخرين لتسحر ذاكرتهم بالرعب ،أو تمـّجد الملوك المؤلـّهين، أرسم شخصا سعيدا بسيطا معتزا بنفسه واقفا على صخرة جزيرة نائية يحمل صنارة ، على رأسه قبعة مزخرفة بشكل الزهور ، ارسم في المخيلة ما يثير الدهشة ويأسر النفس ، أجعلها الوثبة و ثبـّت صورتها بسلك من الذهب فوق التماثيل البشعة ، آلهة الجوع .
لا تأبه للأرض القاحلة التي قتلتها الملوحة ، أمضي إنك في هدى طريق ، أكسب أشيائك الجميلة ، حافظ بها على كبريائك ، إن أول شرف لك حين الرجوع ، جواهرك الثمينة التي حافظت عليها كل هذه السنين دون عرضها للبيع ، انك الرابح الدائم فطينتك سقيت بماء عذب.
دمتم بخير