من اختيــــاراتي
حالتان لعاشقة واحدة
حالتان لعاشقة واحدة
عبد الرزاق بوكبة
1- مقام الإنبعاث
مدَّتْ يَدَيْهَا للمدى هَفْهَافَةً
وتَوَزَّعَتْ في الجوِّ لحنًا أزْرَقَا
أَغْفَتْ بِصَدْرِي غيمةً شفقيَّةً
وعُيُونُهَا الخضراءُ تحْسُو المُطْلَقَا
كَانَتْ عصافيرُ الحديقةِ
تَجْرَحُ الغَيْمَ المُرقَّشَ في
الأكُفْ
وتُقِيمُ شيئًا من هُيُولَى الوقتِ
في عُرْسِ الظَّفِيرَةِ
هلْ سَمِعتُمْ بالمدى يهْفُو إلى
شخصينِ؟، يفضحُ سرَّ ما
يُخْفي من الغيْبِ المعلَّبِ
ثمّض يقبعُ خلْفَناَ رخوًا ليمْنَحَنَا
عصيرًا من شغفْ؟
ألْوَقْتُ: مُنتصفُ الظَّهيرةِ
والمكانُ: عريشةٌ لوزيَّةُ الذَّوقِ
الظِّلالُ مراوحٌ ولْهَى،
تُهَدْهِدُهَا الخَطَاطيفُ الحفيَّةُ
والملائكةُ الضِّياءْ
وأنا على الرِّمشِ –المَدَى
متشكِّلٌ نَايًا خُرافيًّا
وهذا المُنتهى من نفختي
وهسيس عينيها يُعمِّدُني
ملاكًا أخضرًا، ويبيحُ لِيْ
كلَّ الشَّجرْ
قالتْ وقدْ خافتْ
رَحِيلِيْ للقمرْ:
"شمِّعْ جناحيكَ/الفراقُ
عصيدةُ الشَّيطان"
ثمَّ توزَّعَتْهَا رغبتي:
قبَّلْتُهَا حتَّى جرحتُ عبيرَهَا
وخشيتُ حين ضَمَمْتُهَا أن أُحرقَا
لم تنتبهْ في خمرةِ اللَّحظاتِ لمْ
تسمعْ صهيلَ الرُّوحِ لما أوْرَقَا
كانتْ أصابعُهَا
حريقًا فِيْ خواتِمِهَا
وكنتُ مُرابطًا فيْ الرَّاحتينْ
أسْتَكنِهُ النَّار-النّدى
وأُعيدُ صوغَ أصابعيْ
عِطْرًا يُسافرُ في الفضاءْ
أَلِعشْقُ ماءْ
نبضُ البداياتِ/التَّشكُلُ في الحكَايَا
الموتُ فيْ الضَّوءِ/التّعرّي
المُنعطفْ
قالتْ لها عُصْفُورةٌ
حطَّتْ على لوزِ الكتفْ:
لُمّي ظفائركِ الغَزِيرةَ
لا تسُدِّي فتحةَ الجوِّ/الهواءُ يَعُوزُنَا
أو فامْنحينَا ما تيسَّر من هواءْ
لم تكْتفِي بالظلِّ من صفصافةِ
النَّجوَى، فمدَّتْ شَعْرَهَا المتدفقا
ليلانِ صُبَّا فيْ الجديلةِ غيمةً
أثْنيتُ وجْهيْ عنهُمَا، فتمزَّقَا
ذابتْ وصايا جدَّتيْ
وهْيَ ترفعُ عُكَّازَهَا في الحظيرة
وتُمَاضِغ لعْناتِهَا
في تقزُّزِ منْ أكَلتْ قطَّتينْ:
"يا ربِّيْ سِيديْ آشْ اعملتْ أنا ووليدي
ربّيتو بِيـديْ ودَاتُـو بنت الرُّوميّـه"
ثمَّ تدخل غُرفَتََها
تتفقَّد صُرَّتَهَا
وتصيحُ بوجهي:
أنت سارقُ "حِنَّتي"
وأفِرُّ من عُكَّازِهَا
لِعَرِيشَةِ النَّجْوى، فأَغْفُو لحظتينْ
وتُطِلُّ (...)
تَتْبَعها العصافيرُ/السّواقيْ
العُشْبُ/ داليةُ المدَى/الرَّملُ
السَّعفْ
قالت وقد عرَّت لَنَا
تُفَّاحتينْ:
سابقتُ عينَ الفجرِ
للتُّفاحةِ اليُسرى
وجدِّي رافعٌ كفَّ التوجُّع
للسَّماءْ
لمْ ينتبهْ للخَطْوتينْ
لِلَّفْتتينْ
للضِّحكتينْ
وهربتُ حيثكَ كيْ تصوغَ ظفيرتي
تُفَّاحةً أُخْرى
ونورسةً جَنَاحَاهَا الشَّقيقانِ:
القصيدةُ والقدرْ
ما عَادَ يرقصني الحذرْ
قرطا بجيد الصاعقهْ
أنا عاشقهْ
تسريحة الرؤيا/انعتاقُ النَّبعْ
رفرفةُ النهاياتِ/النشيد الهاربُ
السَّفر/التَّشكُلُ في الفضاءاتِ الهيفْ
كانت يداها تعصرانِ المُنتهَى
وتشكلان الرِّيح نايًا محرقَا
سكتتْ حروفي حينما ثاغرتها
أولى بها في العشقِ ألاَّ تنطِقَا