بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. إن شاء الله نويت أن أكتب لكم محاضرة سمعتها وإن شاء الله نستفيد منها ونزداد محبة لرسول الله صلى الله عليه وسلمماذا يعني لك رسول الله؟
الحمدلله على نعمه وإفضاله.. وعلى كرمه ونواله..أحمده حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه وأشهد ان لا إله الا الله وحده لا شريك له..لا شبيه له ولا نظير له ولا مثيل له ولا ند له..أكرمكم بهذا الدين..وبهذا الاسلام..وجعلكم من خير أمة اخرجت للناس وللأنام بل وللعالمين..تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله وتجاهدون في سبيل الله وترفعون راية لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم..فأحمده حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه..
وأصلي وأسلم على الحبيب المحبوب..للأرواح والأجساد والقلوب..الذي جعله الله رحمة للعالمين..ونورا يهتدي به المهتدون..وسراجا منيرا..ومبشرا ونذيرا وداعيا الى الله باذنه..أحب الخلق الى الله..
جعله الله أحب الخلق الى الله وأرسله رحمة للعالمين..
فهنيئا ثم هنيئا..لمن عرف الحبيب..ولمن أحب الحبيب محمد..ولمن صدق الحبيب محمد..ولمن بذل من أجل الحبيب محمد..ولمن أفنى عمره وأفنى أنفاسه وصرف احواله وأمواله وأولاده وأنفاسه ونبضات قلبه خدمة لهذا الحبيب..وتقديرا لهذا الحبيب..
أي حبيب أكرمكم الله به..وأي جوهرة أعطيتم اياها يا معشر الأمة..لقد كانت الأمم..وعرفت ودرست وعلمت أخباركم قبل أن يخلقكم الله عز وجل..وعرفت كرامة الله لكم وإكرام الله لكم بأن بعث لكم خير الآنبياء والمرسلين..
سيدنا محمد..
هذا الاسم الذي قد طالما اشتاقت اليه أرواح الآنبياء..اشتاقت اليه أنفس الصدّيقين..اشتاقت إليه حتى الكائنات..
لقد بلغكم في هذا الحديث الصحيح بل المتواتر..
حنين الجذع..
الذي تشقق وتصدع من شوقه الى النبي صلى الله عليه وآله وسلم..جذع لا روح فيه..ولا قلب فيه..يشتاق إلى رسول الله؟ ما الذي حركه؟ ما الذي أبكاه ؟ما الذي جعله يصيح كصياح الصبي الصغير؟..
إنه عرف ذاتا ليست كبقية الذوات..وعرف قلبا ليس كبقية القلوب..إنها ذات محمد..إنها روح محمد..إنه نور سيدنا محمد..اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى اله وصحبه وسلم..
يا أيها الأحباب..لقد عاب الله عز وجل على أمة من الأمم..لم يعرفوا رسولهم..((أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُوْلهُم فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُوْن))..
يا أيها الاحباب..اعلموا..وافهموا..وتيقنوا أن الله عز وجل أراد بإيجادكم في هذه الدنيا..وأخر ظهوركم الى أن وجدتم في مثل هذه الاوقات..من اجل ان يُريَ العالم في الدنيا..ويريهم في عالم القيامة مكانة هذه الامة..ومنزلة هذه الامة..ومكانة الحبيب صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم عنده يوم القيامة..حتى أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ينتظر أمته على الحوض..وينتظر أمته عند الصراط..وينتظر أمته عند الميزان.. وينتظرهم وينظر الى الموقف اي الأمم أمته؟ أي الأقوام قومه..لأن كل أمة تدعى بإمامها ((يَوْمَ نَدْعُو كُلّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ)) فينادي المنادي: يا أهل المحشر..ألا لتأتي أمة النبي محمد للعرض على الله..فتاتون أنتم..فعندما يراكم رسول الله..يتهلل وجهه..ويطيب قلبه وفؤاده..وكأن الشمس تشرق في وجهه من فرحه..فينظر اليه سيدنا موسى-عليه السلام- قائلا:يا محمد أوتعرفهم؟..تعرف أمتك ولم ترهم؟ أنت رأيت الصحابة ومن عاش في زمنك وفي قرنك..لكن القرون التي جاءت من بعدك..لم تعرفهم ولم ترهم..فكيف تعرفهم هكذا بلسان حاله..فيقول: (أعرفهم غرا محجلين من آثار الوضوء).. نور يا أيها الأحباب..انتم عندما تتوضؤون وتغسلون وجوهكم وأيديكم وأقدامكم..اعلموا أن هذا نور..وعلامة يتعرف بها عليكم رسول الله صلى الله عليه وسلم..فإذا غسلت وجهك وزدت عليه أن غسلت منابت الشعر من أعلى الوجه الى أسفل الذقن..ومن الأذنين الى الأذنين..استشعر أن هذه علامة يتعرف بها عليك رسول الله صلى الله عليه وسلم..
لكن أيها الاحباب..لابد أن نعرف نحن من رسول الله محمد الذي اكرمنا الله به..من هذا الحبيب الذي امتلأ رحمة للعالمين..من هذا النبي الذي أرسل للإنس والجن والعرب والعجم والأبيض والأسود..وأرسل الى الملائكة وإلى العوالم كلها..((وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِيْن))
لماذا رسول الله رحمة للعالمين؟
تابعونا سوف نتابع بإذن الله ..