السلام عليكم
:: ماذا قال قلم الفقير لقلم الغني ؟؟!! ::
اجتمع قلمين أحدهما من ذهب و آخر من نحاس في قاعة
فكان بينهما هذا الحوار القصير
قال الأول للثاني: كيف تجرؤ على مضايقتي ، و أنت و حالك الدنيئ لا تساوي شيئا؟؟؟
ما أنت إلا قلم ضعيف يباع على الأرض ، أما أنا فقد وضعوني في فترينه من زجاج
حتى لا يمسني أمثالك لغلاء شأنـــي..
أجاب قلم النحاس في تواضع و قال:
لا أنكر أنك من ذهب، تباع بأغلى الأثمان ، بريقك مكانه الواجهات و أكبر المحلات
لا يشتريك إلا الأثرياء ..
لكن اعلم يا صديقي أن الأثرياء لا يقرؤون و لا يكتبون.. أتدري لماذا؟؟
أجاب قلم الذهب: كيف لا يقرؤون و لا يكتبون و هم أثرياء؟؟؟
قال القلم النحاس: نعم يا صديقي ..
إنهم لا يقرؤون و لا يكتبون ، إنهم يحملونك سوى للتباهي، و لملئ الشيكات في البنوك
لأن المادة تجرهم أينما كانوا وحيث ما وجدوا
أنت بالنسبة لهم مجرد رمز للتباهي، ليوهموا الناس أنهم مثقفون و أصحاب معرفة ..
أما أنا قلم النحاس الرخيص الثمن كل الناس تقبل علي ، كلهم يشترونني
يحبونني و يهتفون بي، الكبير و الصغير ، أتدري لماذا؟؟
لأنهم بسطاء متواضعون والبساطة شيمتهم ، ففي البساطة تنشر المحبة ، و الفكرة الطيبة
كما تنشر الشمس دفئها على البشرية جمعاء دون تمييز أو تعجرف
اعلم يا صديقي أننا دعاة محبة و سلام و إنسانية
أما أنتم فقد تعودتم على الغطرسة و التعجرف ، و تجردتم من الإنسانية
أما نحن فقد آلامنا الواقع المرير، و علمنا أن حب الكلمة هي قمة العطاء الإنساني
الكلمة الحقيقية ، الصادقة الهادفة ..لا ننتصر لأحد .. لا نصوت لأحد ..
نسجل و نقول: « هذا من صنع الفكر الإنساني.. »
فالفكرة الطيبة لا تخرج إلا في المناخ الطيب ، و في التربة الطيبة
علمنا الواقع التضحية الغير مشروطة ، و الإبتسامة البريئة
لأن هذه كلها من صفات المحبة والصدق الإنساني ، و سكت قلم الذهب عن الكلام و لم ينطق بكلمة.
ما نستخلصه من هذا الحوار هو :>>>
أن القلم النحاس هو ذلك الذي يخط الكلمة الحرة الصادقة البعيدة عن كل غش أوخيانة
هو ذلك القلم الذي تمرد على الظلم و التعسف من أجل مبدأ أو موقف
أو من أجل فكرة نظيفة يضعها كاتبها في إطارها الإنساني ..
أما قلم الذهب فقد باع نفسه لرجال المال و السياسة ، ليحصل على رضاهم
أصبح يرقص الرقصة التي يريدونها ..
في كلمات منمقة وأساليب ملتوية بعيدة عن الواقع الإجتماعي.
القلم الذهبي هو مجرد برواز مثله مثل لوحة ، اليوم في حائط و غدا في حائط آخر يحركونها حسب أهوائهم
و هنا أتساءل أين تكون قيمة القلم سواء كان ذهبا أو نحاسا..؟؟؟
هل في رونقه أم في وظيفته، و في جوهره الإنساني النبيل ؟؟
و من هذه الفوارق نعرف أن
قيمة القلم تكون في أنامل أو أصابع صاحبه .. في أخلاقه.. في صدقه و استقامته.. في كرامته و شرفه
تلك الأنامل التي استعاضت بالجوهر عن المظهر، هي من صنع قلم النحاس في تغييره للإنسان..
إن حامل القلم الحر فيلسوف .. حين يكتب لا يغتاب ، لا يحمل في قلبه عداوة لأحد ..
لا يغش.. لا يحقد... لا يستعمل الفتنة كسلاح لإثارة شخص على شخص ، أو شعب على شعب..
القلم النحاس هو صانع حضارة والحضارة تكون في قلب هذا القلم
و لن تقوم حضارة بدون هذا القلم .
و هكذا علينا أن نقرر اي من القلمين نختار ..؟؟ و الفرق بينهما واسع.
ولكم تحياتي
المغترب
برعاية نبض الجزائر