قلمك أمانه في عنقك ...؟؟؟؟
مما يدل على أهمية القلم وعلو منزلته ورفعة صاحبه ما ذكره الله فى أول وحي نزل على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم :
{ اقرأ باسم ربك الذى خلق . خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم } (5:1 ـ العلق)
ففي هذه الآيات المباركات أمر بالقراءة ( اقرأ باسم ربك ) وذكر لوسيلة العلم ( علم بالقلم ) ؛ والقلم هو الناقل للعلم من الصدور الى السطور...
وهو الصائد للعلم بالتعقيب والكتابة ومما قاله العلماء الحكماء : " العلم صيد وقيده الكتابة " ،
كما أن القلم يقوم بنقل العلوم والأفكار إلى أبعد الأماكن وشتى الجهات ؛
ولخطورة القلم وعظم منزلته أقسم الله به فقال سبحانه وتعالى { ن والقلم وما يسطرون ما أنت بنعمة ربك بمجنون وإن لك لأجراً غير ممنون وإنك لعلى خلق عظيم } (4:1 ـ القلم)
ولا شك أن هناك علاقة بين آيات سورة العلق وسورة القلم حيث أن سورة القلم جاءت الثانية من حيث ترتيب النزول فأول ما نزل من الذكر الحكيم ( اقرأ ) وثان ما نزل ( ن والقلم وما يسطرون) ومما روى فى السنة المباركة : "
مداد العلماء يوزن ودماء الشهداء فيرجح مداد العلماء ". واذا كان المداد( الحبر ) يفوق منزلة دماء الشهداء فإن هذا يدل على مدى خطورة القلم وعظيم أثر الكلمة ...؟
فالكلمة الطيبة أثرها متسع وعطاؤها ممتد متجدد
{ ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمةً طيبةً كشجرةٍ طيبةٍ أصلها ثابت وفرعها فى السماء تؤتى أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون ..؟
ومثل كلمةٍ خبيثةٍ كشجرة خبيثةٍ اجتثت من فوق الارض ما لها من قرار يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء } ( 27:24ـ إبراهيم )
فالكلمة الطيبة عطاؤها متجدد ومستمر وباقٍ بعد موت صاحبها ،
والكلمة الخبيثة أثرها قبيح ؛ تهوى بصاحبها إلى نار الحريق .
وقد خلق الله الإنسان وعلمه البيان ليكون منفعلاً في نفسه موجها لمجتمعه
ويكون قلمه كالماء المنهمر الذى يطفئ نار الفتنة ويزرع المحبة والسلام فى أرض القلوب المتعطشة إلى الخير والبر ...
فكم من قلمٍ نهض بالمجتمع وألهبه حماساً وقاده نحو التحرر وحب الوطن ..
وكم من قلمٍ نهش أعراضاً وهتك أستاراً وبعث العداوة والبغضاء بين أفراد المجتمع ،
إن القلم سلاح ذو حدين يمكن استعماله فى النافع المفيد كما يمكن استعماله في المهلك الضار..
فيجب على كل صاحب قلم أن يكون أميناً على قومه نافعاً لهم مرشداً إلى طريق الخير مبعداً لقلمه عن الانغماس فى مداد الفتنه والرذيلة ....
وسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيما روي عنه : "
طوبى لعبدٍ جعله الله مفتاحاً للخير مغلاقاً للشر وويل لعبد جعله الله مغلاقاً للخير مفتاحاً للشر " 0
ومن المعروف أن الكلام أبقى وأدوم من صاحبه في الدنيا ومسجل ومدخر له فى صحائف عمله إلى الآخرة ..
فكم من راحل عن دنيانا وفكره لازال مسطوراً له أو عليه،
وكم من حسناتٍ متصلة تصل بالرحمات والبركات إلى قبور أصحابها وتسجل فى دفاتر حسناتهم بعد موتهم..
وكم من لعنات ـ والعياذ بالله ـ تمطر على أصحابها بعد موتهم ممن أثاروا الفتن بأقلامهم وأفكارهم ..
وصدق الله العظيم إذ يقول : { إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم وكل شيء أحصيناه في إمامٍ مبين } (12ـ يس )
ويقول الشاعر :
وما من كاتب إلا سيفنى = ويبقى الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بخطك غيرشيء = يسرك في القيامة أن تراه
فلنعرف قدر القلم وخطورة أثرة ، ولنعلم أنه أمانةٌ عظيمةٌ وضعها الله في أيدينا
فلا نحركه ببناننا إلا في كل نافعٍ ومفيدٍ ؛
فطوبى لمن تحمل حفظ الأمانة وأداها كما ينبغي ويجب :
إذا قسم الأبطال يوما بسيفهم = وعدوه مما يكسب المجد والكرم
كفى قلم الكاتب غرا ورفعه = مدى الدهر ان الله اقسم بالقلم .....؟
حروف رائعه اعجبتني حقاً ان الكلمه امانه ...!