قفي ساعة يفديك قولي وقائله ** ولا تخذلي من بات والدهر خاذله
أنا عالم بالحزن منذ طفولتي ** رفيقي فما أخطيه حين أقابله
وإن له كفا إذا ما أراحها ** على جبل ماقام بالكف كاهله
يقلبني رأسا على عقب بها ** كما أمسكت ساق الوليد قوابله
ويحملني كالصقر يحمل صيده ** ويعلو به فوق السحاب يطاوله
فإن فر من مخلابه طاح هالكا ** وإن ظل في مخلابه فهو آكله
** ** **
ترى الطفل من تحت الجدار مناديا ** أبي لاتخف والموت يهطل وابله
ووالده رعبا يشير بكفه ** وتعجز عن صد الرصاص أنامله
أرى ابن جمال لم يفده جماله ** ومنذ متى تحمي القتيل شمائله
على نشرة الاخبار في كل ليلة ** ترى موتنا تعلو وتهوي معاوله
أرى الموت لا يرضى سوانا فريسة ** كأنا لعمري أهله وقبائله
لنا ينسج الأكفان في كل ليلة ** لخمسين عاما ما تكل مغازله
** ** **
وقتلى على شط العراق كأنهم ** نقوش بساط دقق الرسم غازله
يصلى عليهثم يوطؤ بعدها ** ويحرف عنه عينه متناوله
إذا ما أضعنا شامها وعراقها ** فتلك من البيت الحرام مداخله
أرى الدهر لا يرضى بنا حلفاءه ** ولسنا مطيقيه عدوا نصاوله
فهل من جيل سيقبل أو مضى ** يبادلنا أعمارنا ونبادله
تميم البرغوثي
أنا عالم بالحزن منذ طفولتي ** رفيقي فما أخطيه حين أقابله
وإن له كفا إذا ما أراحها ** على جبل ماقام بالكف كاهله
يقلبني رأسا على عقب بها ** كما أمسكت ساق الوليد قوابله
ويحملني كالصقر يحمل صيده ** ويعلو به فوق السحاب يطاوله
فإن فر من مخلابه طاح هالكا ** وإن ظل في مخلابه فهو آكله
** ** **
ترى الطفل من تحت الجدار مناديا ** أبي لاتخف والموت يهطل وابله
ووالده رعبا يشير بكفه ** وتعجز عن صد الرصاص أنامله
أرى ابن جمال لم يفده جماله ** ومنذ متى تحمي القتيل شمائله
على نشرة الاخبار في كل ليلة ** ترى موتنا تعلو وتهوي معاوله
أرى الموت لا يرضى سوانا فريسة ** كأنا لعمري أهله وقبائله
لنا ينسج الأكفان في كل ليلة ** لخمسين عاما ما تكل مغازله
** ** **
وقتلى على شط العراق كأنهم ** نقوش بساط دقق الرسم غازله
يصلى عليهثم يوطؤ بعدها ** ويحرف عنه عينه متناوله
إذا ما أضعنا شامها وعراقها ** فتلك من البيت الحرام مداخله
أرى الدهر لا يرضى بنا حلفاءه ** ولسنا مطيقيه عدوا نصاوله
فهل من جيل سيقبل أو مضى ** يبادلنا أعمارنا ونبادله
تميم البرغوثي