السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
صراحة لا اجد الكلمـات الكافية لارحببكم بها في موضوعي ، مادام ان كل شيئ وقع امام اعينكم ! ، منتخبنا الوطني يحقق انتصارا مهما .. و على اسود التيرانغا منتخب السينغال باغلب نجومه ..
رغم ان الخضر ليسوا تماما في قمة مستواهم ...
على كل حال كلكم شاهد المباراة و كلكم تمتع بها كما تمتعت بها ، لذلك فـ حديثي سيخص امورا تكتيكية محضة و امورا خفية انتظر تجاوبكم معها ..
ــــــــــــــــــــ
قبل المباراة :
[size=21]الخضـر يقولون انهم اختلفوا في عهد سعدان ! ، .. و اسود التيرانغا يضعون غينيا مثالهم الاعلى ؟
لا احد بامكانه ان ينكر القلق الشديد و التوتر الكبير الذي انتاب كل عاشقي المنتخب الوطني الجزائري ، و خاصة ان مهمته المقبلة كانت جد صعبة اذ ان الخصم لم يكن ليبيريا او ما شابهها بل كان المنتخب السينغالي صاحب الوجوه المعروفة و النجوم الاوروبية كـ هنري كامارا مدلل ويغان اتليتيك و حاج ضيوف نجم بولتون و طوني سيلفا و غيرهم من اللاعبين السينغاليين الاقوياء !
لكن رغم ذلك الناخب الوطني رابح سعدان آمن بحضوض فريقه و اكد مرارا و تكرارا انه ليس ضحية لاعب او اثنين ! و خاصة بعد رفض رفيق جبور الانضمام للمنتخب لاسباب يعرفها الا هو !
لكن رغم ذلك سعدان تحدى كل الظروف و هيأ منتخبا مستعدا جيدا من الناحية النفسية و البدنية خاصة مع استعادته الظهير الايسر لنادي بورتسموث نذير بلحاج و عودة شوشو المنتخب كريم زياني لاعلى مستوياته و وجود لاعب بامكانه قلب الموازين في كل لحظة و هو رفيق صايفي
اضافة للاعبين محترفين اخرين و محليين ساهموا في اخفاء الثغرات التي تركها كل من منصوري المعاقب و لموشية المصاب و رفيق جبور الغائب
اما منتخب اسود التيرانغا فـ على طريقة كل الافارقة رفض وضع اي معلومات عن خطـته و اكتفى بالقول : " انه في الجزائر للتأهل مباشرة ! "
كما ابدى المنتخب السينغالي ثقة كبيرة في لاعبيه رغم غياب نجم هجومه ديامونسي كامارا و مسجل هدف الذهاب فاي و غياب كل من حبيب باي قائد الجبهة اليمنى السينغالية و افضل لاعب سينغالي في الوقت الحالي مامادو نيانغ !
و كل هذه الامور حاول رابح سعدان الاستفادة منها جيدا و وضع خطة قيل عنها الكثيرة لكنـها في النهاية كانت صائبة و فزنا و الحمد لله بـ ثلاثية غير نظيفة
تحليـل الشوط الاول :
غير ما كـان منتظرا .. البداية سينغالية ..!
بدأت المباراة بشكل مخالف لتوقعات انصار الخضر حيث اخذ المنتخب السينغالي منذ البداية زمام المبادرة حيث استغل وجود جناحيه في قمة مستواهم و حاول اكثر من مرة اختراق الظهيرين الجزائرين الهشين ! دفاعيا ؟!
فنجح نديا (صاحب رقم اكثر من مرة من تجاوز نذير بلحاج الذي اخلط دوره الدفاعي بسبب هذا اللاعب و كاد المنتخب السينغالي اكثر من مرة ان يفتتح باب التهديف لولا الضغط الجماهيري و بسالة الصخرة الدفاعية مجيد بوقرة بفضل خبرته الاوروبية التي عرفت امس قيمتها حيث غطى مكانه بكل براعة و عوض هشاشة سليمان رحو في الدفاع بفضل قوته البدنية الكبيرة و تحركاته الصائبة !
اضافة لوجود عنتر يحيى الذي رغم اخطائه الفادحة احيانا كـ تدخله القوي ! على احد لاعبي المنتخب السينغالي و هو ما كلفه بطاقة صفراء غالية ..كان من المفروض ان تبقى للحكم !!
كما حاول حاج ضيوف زعزعة وسط الميدان الجزائري الذي كان يفتقد للتناسق بين الخبير براهيم حمداني و المقاتل شريف عبد السلام ، فكان وسط الميدان الدفاعي الجزائري مزعزعا رغم ان الرقابة الدفاعية كانت موجودة من المقاتل عبد السلام
لكن اهم ما نقص الخضر هو التناسق و التفاهم بين عبد السلام و حمداني و افتقارهما للعب الهجومي حيث ظلا يعتمدان على عودة شوشو الانصار كريم زياني الذي كافح لوحده السينغاليين بـ مهاراته العالية !
الخضر يستعيدون زمام الامور ! و اخيرا السيطرة جزائرية ..
لم يتحلى المنتخب السينغالي ابدا بالشجاعة حيث عاد بعد تضييعه لعدد من الكرات للخلف و اكتفى بمراقبة سير اللقاء مع محاولة الانطلاق بفضل فرديات لاعبيه و خاصة نديا السريع !
و قد استغل المنتخب الجزائري فرصة عودة السينغاليين للعودة جيدا حيث استحوذوا على وسط الميدان كلية بفضل خبرة براهيم حمداني الذي كان يتقدم قليلا نحو الامام رغم انه لا يجيد التقدم للأمام لكن بوجود شريف عبد السلام كان لزاما عليه التقدم لاسترجاع الكرات المرتدة من المدافعين ..
لكن رغم ذلك بقي خط هجوم المنتخب الجزائري معزولا اذ و رغم محاولات رفيق صايفي الفردية الا انه لم يكن يتلقى كرات كثيرة و هذا ما جعله يعود للخلف قليلا تاركا كمال غيلاس وحيدا في الهجوم ، رغم ان غيلاس ظهر بوجه شاحب جدا و هذه هي الحقيقة
لكن على العموم شاهدنا سيطرة كلية جزائرية مع توغلات متكررة لكل من كريم زياني و ياسين بزاز متوسطي ميدان المنتخب ، حيث كان يلعب كريم زياني كصانع العاب لذلك كان يظهر في كل بقاع الميدان !
اما بزاز فكان يتقدم احيانا للهجوم لمساندة رفيق صايفي و كمال غيلاس حتى يجعل الدفاع السينغالي يتجمع في منطقته و هذا ما يسهل مأمورية الظهيرين رحو و بلحاج للصعود و ارسال عرضياتهم الدقيقة للرؤوس المرتفعة !
لكن اسود التيرانغا استبسلوا في الدفاع و تمكنوا من التصدي لاكثر من هجمة جزائرية حيث ضيع كريم زياني كرة خطيرة جدا كان من المفروض ان تكون الافتتاح لكن التسرع حال دون ذلك ..
شوط اول متكافئ ..!
في كلمة اجمالية بامكاننا ان نقولها عن الشوط الاول انه كان متكافئا .. ، حيث اخذ السينغاليون زمام المبادرة في البداية ثم ركنوا في منطقتهم تاركين المجال للخضر للعبث بالدفاع لكن دون التسجيل في شباك العملاق طوني سيلفا !
فكانت محاولات هنري كامارا و حاج ضيوف من السينغال و كريم زياني و ياسين بزاز و رفيق صايفي هي الوحيدة في هذا الشوط ، الذي عرف صراعا تكتيكيا كبيرا في وسط الميدان كان في مصلحة الخضر الذين تمكنوا من بسط سيطرتهم على المباراة بفضل طريقتهم الجزائرية و التي تتمثل في اللعب الجميل و التمريرات القصيرة .. ، و الانطلاق السريع من الخلف
لكن هذا كله لم يشفع لاختراق دفاع السينغاليين المستبسل !؟
تحليل الشوط الثاني :
نفس السيناريو ..! ، لكن هذه المرة مع فعالية سينغالية !!!
في نسخة مطابقة للأصل للشوط الاول انطلق المنتخب السينغالي بقوة في الشوط الثاني و حاولوا في اكثر من مرة مخادعة الدفاع الجزائري ، الا ان اتت الدقيقة الـ 56 و عن طرؤيق خطأ فادح في التغطية من سليمان رحو الذي ضيع كرة على مشارف منطقة العمليات .. ، استغلها هنري كامارا الذي مرر لعيسى نديا الذي افتتح باب التهديف
في كرة اكدت مرة اخرى عدم وجود ظهير ايمن متكامل للمنتخب حيث ضيع سليمان رحو كرة سهلة على مشارف منطقة العمليات و في وضعية هجومية 100% استثمرها السريع هنري كامارا الذي انطلق مغالطا رحو و مررها عرضية لعيسى نديا الذي لم يطل الحديث كثيرا ممضيا اولى اهداف اللقاء في طريقة دراماتكية ذكرتنا بمباراة السينغال حيث اتى الهدف بعد خطأ على الجهة اليسرى بنفس الطريقة تمريرة بينية و دخول بالقوة من الخلف لمونصاري !
و قد اكد هذا الهدف ان عملا كبيرا لازال ينتظر الخضر و خاصة في الجانب الدفاعي حيث تسرع رحو كثيرا في لعب الكرة ، ثم ان التغطية لم تكن موجودة تماما من حمداني و لا عبد السلام و هذا ما سهل من مهمة كامارا في التوغل و التمرير في غياب كلي للمدافع المـتأخر اذ ل يكن يوجد لا بوقرة و لا عنتر يحيى !
فكان الهدف الاول جزاء الـ 30 الف مناصر الذين احتشدوا في المدرجات منذ الصباح الباكر !
في سيناريو معاكس .. ، الخضر يثورون ؟!
على عكس ما كان ينتظره الـ 30 الف مشجع الذي تواجدوا بملعب مصطفى تشاكر ، و على عكس ما توقع الاكثر من 20 مليون جزائري الذين تابعوا اللقاء ، حافظ المنتخب الجزائري على هدوءه في اللعب و واصل بكل برودة دم صنع اللعب و هذا ما يؤكد العمل الكبير الذي قام به الناخب الوطني رابح سعدان لعى رأس العارضة الفنية و خاصة من الجانب النفسي حيث اعاد بناء اجساد ملت الاخفاقات ليصنع بها لاعبين تكنوا من العودة امام اسود التيغانا !
حيث تمكن المظلوم ! من قبل كومبواري (مدرب فالنسيان) ياسين بزاز من تعديل النتيجة و بأي طريقة ! ، كرة ملعوبة لرفيق صايفي الذي اعطى المساحة لبزاز للتوغل فـ تمكن بزاز من مراوغة اللاعب الاول بالعقب ؟ ، ثم راوغ الثاني و سدد كرة كانت ستكون طائشة لو لم تصطدم بالمدافع السينغالي الذي اسعد كل الجزائريين و اعاد الروح لكل من كان في الملعب و خارجه ، بهدف اقل ما يقال عنه انه رائع !
حيث راوغ ياسينو اكثر من لاعب بقدم واحدة فقط ! هي القدم اليسرى و هذا ما يؤكد موهبة هذا اللاعب الذي اصبح مظلوما في فالنسيان من قبل كومبواري
الخضر يواصلون السيطرة و الجزاء .. هدف جزائري خالص !
بعد تسجيلهم لاولى الاهداف و بعد تعديلهم النتيجة عادت الروح للاعبي المنتخب حيث عادوا مرة اخرى و صنعوا الفرجة بفضل طريقة التمريرات القصيرة و تمرير الكرة بشكل عرضي ! ، و هذا ما اخرج السينغاليين من قوقعتهم و في غفلة من الظهير الايمن السينغالي رفع الوجه الجديد في بورتسموث نذير بلحاج كرة دقيقة لياسين بزاز الذي اعادها لرفيق صايفي الذي سجل هدفا مع تأكيد على مهارته الكبيرة في تسجيل الاهداف !
حيث نزل للكرة و سددها ببرودة كبيرة في الزاوية العمياء للحارس طوني سيلفا !
بعد تسجيلهم الهدف الثاني ارتاح الخضر كثيرا و لعبوا على اضافة المزيد من الاهداف ، و هذا ما كان لهم عن طريق المتألق من يوم لأخر في بوخوم الالماني عنتر يحيى صاحب الرأسيات المميزة و هذه المرة اعاد الكرة اما طوني سيلفا حيث ارتقى لكرة مرفوعة باحكام من نذير بلحاج و وضع الكرة فوق الجميع ، مؤكدا انه رجل المهمات الصعبة !
الهدف الثالث يريح الجماهير ، لكن الثاني !!
بعد تسجيلهم الهدف الثالث لعب الخضر براحة كبيرة جدا حيث صنعوا نسوجا كروية جميلة جدا و هذا ما يعشقه رفيق صايفي الذي ابى الا ان يمتع الـ 30 الف متفرج بلقطته المحبوبة حيث رفع كرة فوق المدافع باسكال مندي بطريقة الكرة بين الكاحلين ، بطريقة كررها اللاعب كثيرا سواءا في الجزائر او في فرنسا و اكد ان طريقته في الامتاع لا تشبه اي لاعب اوروبي عالمي ! لا رونالدينيو و لا كـ . رونالدو
بل طريقة صايفي !؟ ، لكن هذه اللقطات الزائدة الكثيرة و الصعود الغير محسوب من رحو و بلحاج دفع المنتخب ثمنه غاليا حيث انطلق مندي الأخر على الجهة اليمنى للمنتخب السينغالي و مرر كرة طائشة استغلها هنري كامارا و هذا ما جعل كل من في الملعب ينهض من كرسيه في انتظار نهاية المباراة ، في لحظات عصيبة جدا تعامل معها المدرب الوطني بحكمة حيث اوصى لاعبيه بعدم تضييع اي كرة و لعب التمريرات القصيرة الطولية !
الا ان انتهت المباراة و كان النصر مفرحا جدا لكل الجزائريين رغم انه ليس للتأهل لكأس العالم !
لكننا ننتظر قدوم ذلك اليوم عاجلا ! ام آجلا
رغم الفوز .. ، الا ان النقائص هي كارثية !
ما لا يجب ان يخفيه اي جزائري عن نفسه ان هذا المنتخب الذي حقق الانتصار أمس لا يعد المنتخب المثالي حيث ظهر المنتخب في اكثر من مرة تائها و خاصة في الدفاع ، و من ابرز عيوب المنتخب الآتي
- عدم وجود مدافع متأخر حيث ان كل من عنتر يحيى و مجيد بوقرة و زاوي سمير يلعبون كـ رقم 5 ، و لا يوجد احد منهم يلعب كمدافع متأخر و هذا ما تسبب في الهدفين حيث انهما كانا سيكونان من وظائف المدافع المتأخر لكن رغم ذلك لعب سعدان بمدافعين كثيرا التقدم !
- العودة البطيئة لسليمان رحو : كما تعد العودة البطيئة لسليمان رحو احدى العيوب حيث ظهر ان هذا اللاعب لا يمكنه مجاراة قوة الافارقة و خاصة من ناحية السرعة حيث ظهر الفارق كبيرا بينه و بين سرعة السينغاليين و خاصة هرني كامارا !!
- ظهيرين بنزعة هجومية كثيرا ! : عيب أخر لازال في دفاع المنتخب الجزائري هو نقص القوة الدفاعية لكل من رحو و بلحاج اذ ان كلا منهما يصلح للعب كـ وسط ميدان ايمن و ايسر على التوالي افضل من اللعب كـ ظهيرين ، و هذا ما تسبب في تلقي منتخبنا لهدفين حيث كانا نتيجة تقدم رحو و بلحاج !
- عدم التناسق في الوسط الدفاعي : كما ان عدم التناسق في الوسط الدفاعي كان نقطة اخرى حيث ظهر ان عبد السلام لا يتفاهم مع براهيم حمداني اضافة الا ان لكل منهما نفس النزعة و هي نزعة الدفاعية ! ، و هذا ما لم يكن ليحدث لو تواجد حمداني رفقة لموشية و الذي اعتبره افضل وسط دفاعي ممكن للمنتخب في ظل تدني مستوى منصوري و عدم جاهزية عبد السلام للتقدم للهجوم !
- عدم وجود رأس حربة حقيقي ! : كما ان عدم وجود رأس حربة حقيقي يعد هو الآخر نقصا آخر حيث ان كل من رفيق صايفي و كامل غيلاس يلعبان كـ مهاجمين ثانويين ! ، لذلك يجب العثور على رأس حربة حقيقي بعد مغادرة جبور الدراماتكية !!
الى هنا اعزائي الاعضاء و العضوات ، الزوار و الزائرات ..
يكون موضوعي قد انتهى اتمنى اني كنت عند حسن ظنكم ..
صح فطوركم و صح سحوركم
سلام
المغترب
برعاية منتدى نبض الجزائر
و رمضان كريم
[/size]
يكون موضوعي قد انتهى اتمنى اني كنت عند حسن ظنكم ..
صح فطوركم و صح سحوركم
سلام
المغترب
برعاية منتدى نبض الجزائر
و رمضان كريم
[/size]